تقرير جمعية كل أكال حول اتنهاكات حقوق الإنسان في أزواد خلال شهر أغسطس

تقرير جمعية كل أكال حول اتنهاكات حقوق الإنسان في أزواد خلال شهر أغسطس

« مرصد المراقبة المدنية للدفاع عن حقوق الإنسان لشعب أزواد، « جمعية كال أكال »  »


التقرير رقم 09/AKA/2024 
الفترة: شهر أغسطس 
تاريخ النشر : 1 سبتمبر 2024

المقدمة:

جمعية كال أكال هي مرصد مراقبة مدنية للدفاع عن حقوق الإنسان للشعب ألازوادي. و وفقاً لنصوصها التأسيسية، تكافح الجمعية من أجل العدالة الاجتماعية من خلال تعزيز وحماية الثقافة والتنمية والتعليم، وبشكل خاص حقوق الإنسان . 
ورغم أن المقر الرئيسي للجمعية يقع في ولاية كيدال، إلا أن أنشطتها تغطي جميع ولايات أزواد، وفي حدود الإمكانيات، و منطقة الوسط من مالي القريبة من أزواد. 
منذ اندلاع النزاع الجاري في أغسطس 2023، خصصت الجمعية جهودها بالكامل لجمع وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة ضد سكان أزواد و وسط مالي من قبل جيش المجلس العسكري المالي ومرتزقة مجموعة فاغنر الروسية، وكذلك من قبل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين (JNIM) وتنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى (EIGS). 
وتملك الجمعية مراسلين محليين في جميع أنحاء أراضي أزواد، يتولون جمع المعلومات من الميدان لمعالجتها وتوثيقها. 
تميَّز شهر أغسطس بسلسلة من الضربات الجوية المكثفة والقاتلة التي استهدفت بشكل عشوائي أهدافًا مدنية وبنية تحتية تحت مسؤولية الجيش المالي والمجموعات الداعمة له في جميع أنحاء ولاية كيدال، خصوصاً في تنزواتين. 
قُتل العشرات من المدنيين، بمن فيهم الأطفال بين النازحين الذين فروا من انتهاكات فاغنر والجيش المالي و داعش  في مناطق ميناكا، غاوا، وكيدال، وكذلك بعض المنقبين عن الذهب من جنسيات مختلفة، وحدثت هذه الضربات على مسافة قريبة جدا من الحدود الجزائرية. 
وبالتوازي مع هذه الحملة القاتلة التي تستهدف المدنيين العزل، تستمر عمليات السرقة و قتل الحيوانات ونهب الممتلكات الأخرى. كما تتواصل الاعتقالات وحالات الاختفاء القسري بلا انقطاع.
هذا هو الحصاد المأساوي لانتهاكات حقوق الإنسان التي تستهدف يومياً سكان أزواد المدنيين، وممتلكاتهم، وبنيتهم التحتية الأساسية. 
يوثق هذا التقرير جميع انتهاكات حقوق الإنسان التي تم تسجيلها وتوثيقها من قبل وكلائنا المحليين في أزواد وفي بعض المناطق الوسطى من البلاد خلال شهر أغسطس. 
تم تسجيل مرتكبي هذه الجرائم، المواقع، التواريخ والظروف لتسهيل تتبع الجرائم ومرتكبيها، المتواطئين فيها والمخططين لها.

أولاً:  المجازر، /الإعدامات:

سجلت جمعية كل أكال خلال شهر أغسطس 64 حالة مؤكدة، من أبرزها:

– 2 أغسطس 2024: تم العثور على 3 جثث في وادي إتنبر بولاية كيدال تم اعتقال هؤلاء الأشخاص في ديسمبر 2023 من قبل فاغنر و الجيش المالي في إيبدقان، على بعد 50 كم غرب كيدال، مع آخرين لم يُعرف مصيرهم بعد.
– 9 أغسطس 2024: أعدمت دورية من فاغنر و الجيش المالي 4 مدنيين، من بينهم بوكا أغ هماتا في إنتارشا جنوب غرب نامبالا.
– 15 أغسطس 2024: تم قتل مدني يُدعى بوكاري في موربوغو توروبي، بلدية ديلي، منطقة نارا من قبل فاغنر-فاما.
– 17-18 أغسطس 2024: اغتيال اثنين من المعلمين في أربيبي ، دائرة نيافونكي من قبل رجال مسلحين مجهولين، وهم:
  1. بوكاري كيسو بوكوم، مدير مدرسة في اربيبي.
  2. عثمان أ داو، مدير مدرسة في غوندام، . تم اختطافهما في 5 أغسطس.
– 18 أغسطس 2024: تم اكتشاف مقبرة جماعية في إغاف- ناليوج في وادي إغشر سديدان، 25 كم شمال شرق كيدال بعد مرور فيضان قوي. كان قد تم اعتقال هؤلاء الضحايا من قبل فاغنر-فاما. وكل الدلائل تشير إلى أنهم قتلوا منذ فترة ودفنوا بشكل سريع.
– 25 أغسطس 2024: تم إعدام شابين من مجتمع السونغاي من قبل فاغنر-فاما بالقرب من إرهبو.
– 25 أغسطس 2024: شنت عدة ضربات جوية بطائرات مسيرة في تنزواتين، استهدفت في البداية صيدلية، ثم تجمع الناس حول الأضرار التي تسببت بها الضربة الأولى.
وأسفرت هذه الضربات عن:
  – تدمير الصيدلية ومقتل مديرها.
  – مقتل 30 مدنيًا، من بينهم 11 طفلًا بين النازحين الذين وجدوا ملجأ في تنزواتين بعد مجازر فاغنر-فاما.
  – إصابات عدة وأضرار مادية هائلة.
– 26 أغسطس 2024: اغتيال أحد الوجهاء في غاويناني بمنطقة نيورو من قبل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بسبب رفضه دفع الزكاة.
– 27 أغسطس 2024: اغتيال رئيس قرية هاما-كويرا، سوبوندو في دائرة نيافونكي في منزله من قبل عناصر من جماعة نصرة الإسلام والمسلمين.
– 27 أغسطس 2024: عملية إنزال بواسطة هليكوبتر نفذتها فاغنر-فاما أسفرت عن مقتل مدنيين في مارات، قرب أچلهوك.

ثانيًا: الاغتصابات:

لم تتلق الجمعية أي تقارير مؤكدة عن حالات اغتصاب. ومع ذلك، في 8 أغسطس 2024، حصلت جمعية *كال أكال* على مقطع فيديو من هاتف محمول لأحد مرتزقة فاغنر تم الاستيلاء عليه خلال معارك تنزواتين. يُظهر الفيديو استجوابًا لامرأة مذعورة ومجبرة على خلع ملابسها لإنكارها امتلاك أي معلومات عن الرجال المسلحين. وتحتفظ الجمعية بالفيديو في قاعدة بياناتها.

ثالثًا: الاعتقالات/الاختفاءات/الاختطافات:

خلال شهر أغسطس، تمكنت جمعية *كال أكال* من تسجيل ما لا يقل عن 30 حالة اختفاء واعتقال واختطاف.

وإليك بعض الحالات كمؤشر:

– 2 أغسطس 2024: تم اعتقال أحد الوجهاء المجتمعيين في ميناكا من قبل فاغنر-فاما من منزله.
– 20 أغسطس 2024: اختفاء 3 مدنيين كانوا في طريقهم من تاسيك إلى كيدال.
– 26 أغسطس 2024: تم اختطاف 5 مدنيين بين تيساليت وأچلهوك من قبل فاغنر-فاما.

رابعًا: التعذيب/الإصابات:

تم الإبلاغ عن عدة حالات نتيجة للضربات الجوية المتتالية للطائرات المسيرة على تنزواتين ومناطق أخرى.

خامسًا: التدمير/النهب/السرقات والأضرار المادية الأخرى:

تميز شهر أغسطس بعمليات تدمير ونهب كبيرة. بالإضافة إلى المجازر والاعتقالات، يعتبر الاستيلاء على ممتلكات السكان أحد دوافع مرتزقة فاغنر وعناصر الجيش المالي الذين يرافقونهم في الدوريات.

خلال هذا الشهر، تم تسجيل العديد من حالات السرقات والتدمير من قبل فاغنر والجيش المالي. فيما يلي بعض الحالات كدليل على طبيعة وحجم الأضرار:

– 2 أغسطس 2024: قامت دورية من فاغنر-فاما انطلقت من كيدال بتمشيط منطقة توزيك، أچلهوك، حيث دمرت منازل، سرقت محلات تجارية، واستولت على عشر (10) ماعز.
– 8 أغسطس 2024: تم ذبح وتشويه عدة أبقار بشكل وحشي في تولوست، أچلهوك من قبل فاغنر-فاما.
– 9 أغسطس 2024: اقتحام مرتزقة فاغنر-فاما لمنطقة تاسيك، 50 كم جنوب غرب كيدال، حيث ارتكبوا الأضرار التالية:
  – إحراق سيارة و4 دراجات نارية تابعة للمدنيين.
  – سرقة سيارة ودراجتين ناريتين.
  – نهب المحلات التجارية و/أو تدميرها.
في تنبكتو (أبارَّاز)، تم حصار وتهديد عدة عائلات بالسلاح وتفتيشها من قبل فاغنر والجيش المالي في عدة مناسبات، خصوصاً في 10-11، 16، و17 أغسطس 2024. تم اسفرت هذه العمليات الليلية على أساس التفتيش العرقي باختفاء 3 أشخاص.
– 11 أغسطس 2024: اقتحام فاغنر-فاما لمنطقة أبواوين، 35 كم من *إينبوراغن* بوريم، على طريق تميرا في مخيم. بعد تفتيش القرية، قاموا بتقييد أحد المدنيين وأخذوه معهم، كما سرقوا الهواتف المحمولة من المسجد في تلك القرية.


14 أغسطس 2024: تسلل عناصر من مجموعة « فاغنر » والجيش المالي إلى « إمنغيل » في « أنشواچ » على بعد 45 كم شمال شرق « غاوا »، حيث تم نهب العديد من المحلات التجارية وتحميل البضائع المنهوبة في شاحنات جلبت لهذا الغرض من « غاوا ». كما تم القبض على 6 أشخاص أُطلق سراحهم بعد يومين.

15 أغسطس 2024:  اقتحم رجال مسلحين في دائرة « مورجا »، قرية « نامانيغيلا »، وقاموا بتفتيش المنازل وسرقة ممتلكات متنوعة مثل الدراجات النارية والأموال والملابس.

20 أغسطس 2024: تم نهب قطيع من الأبقار والحيوانات الصغيرة من قرية « باجي هاوسا » و *افود* »أنسنغو » من قبل مسلحين مجهولين.

23 أغسطس 2024: قام مسلحان مجهولان باختطاف قطيع من الحيوانات بالقرب من قرية « بنتاغونغو »، « غوندام ».

*30 أغسطس 2024:* سرقات ونهب لممتلكات السكان الأصليين الذين فروا من انتهاكات « فاغنر-فاما » في « كيدال » من قبل لصوص وبائعين معروفين للسكان.

الخاتمة:
تماشياً مع مهمتها المتمثلة في المراقبة والدفاع عن حقوق الإنسان ووفقاً لنصوصها التأسيسية، تدين جمعية *كال أكال* بشدة انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها يومياً مرتزقة « فاغنر » الروس بالتعاون مع عناصر الجيش المالي.

وتستنكر الجمعية بشدة صمت المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان، الذي يبدو وكأنه تجاهل لحياة الإنسان. 
وتناشد جمعية *كال أكال* كل من « الإيكواس »، « الاتحاد الإفريقي »، « الأمم المتحدة »، « جامعة الدول العربية »، و »منظمة التعاون الإسلامي » وغيرها، بضرورة التعامل مع السكان المدنيين في « أزواد » والوسط بقدر من الجدية كما تتعامل مع باقي سكان المنطقة الأخرى ، والعمل على حمايتهم من التطهير العرقي المستهدف، والحرص على عدم المساهمة في الترويج للخلط المتعمد الذي تنشره بعض المجالس العسكرية لتبرير قتل المدنيين من خلال وصفهم بالإرهابيين عمداً.

كما تدعو الجمعية منظمات حقوق الإنسان وجميع الآليات الدولية المعنية بحماية والدفاع عن حقوق الإنسان إلى التركيز بشكل كبير على قضية « جرائم في أزواد وفي الوسط » لضمان عدم إفلات الجناة والشركاء والمخططين والمشاركين في هذه الجرائم من العقاب.

وأخيراً، تذكر جمعية « كال أكال » الدولة التركية الإسلامية بمسؤوليتها في مجازر المدنيين في « أزواد » و »الوسط » عبر الطائرات بدون طيار التي توفرها للمجلس العسكري المالي الذي يستهدف في الغالب أهدافاً مدنية، وهو ما تؤكده جميع صور الضربات وأضرار الطائرات بدون طيار، وبالتالي إعادة النظر في أي عقود تدريب أو تجهيز أو شراء للطائرات بدون طيار لصالح المجلس العسكري المالي لإنقاذ أرواح المدنيين الأبرياء.

مرفق أدناه بعض الصور للمجازر التي ارتكبها « فاغنر-فاما » ضد المدنيين:

1. مدنيون تم قطع رؤوسهم بواسطة « فاغنر-فاما » بالقرب من « نامبالا » على الحدود الموريتانية في 9 أغسطس 2024.



2. مدني تم إعدامه بواسطة « فاغنر-فاما » في « ماريبوجو » بمنطقة « نارا » في 15 أغسطس 2024.



3. أطفال قتلوا خلال ضربة طائرة بدون طيار مالية في « إخارابان-تينزواتين » في 25 أغسطس 2024.



4. أحد الوالدين ينقل ابنه الضحية لضربات الطائرات بدون طيار في « تينزواتين » في 25 أغسطس 2024.



ملاحظات:
1. تقارير جمعية كال أكال هي تقارير إرشادية فقط.
2. تمتلك الجمعية قاعدة بيانات مفصلة لاستخدامها في التحقيقات المعمقة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كل اكال : جمعية مدنية للدفاع عن حقوق الإنسان للشعب الأزوادي

فاما : القوات المسلحة المالية

فاغنر : مرتزقة روس

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *