تقرير جمعية كل أكال حول انتهاكات حقوق الإنسان في أزواد خلال شهر سبتمبر 2025

التقرير رقم 09/AKA/2025
الفترة: شهر سبتمبر
التاريخ: 1 أكتوبر 2025


مقدمة
يعد مرصد اليقظة المدنية للدفاع عن حقوق الإنسان لشعب أزواد، ممثلاً في جمعية « كال أكال »، إحدى منظمات المجتمع المدني المتمركزة في ولاية كيدال. وتكرس الجمعية جهودها لحماية حقوق الإنسان لشعب أزواد، والحفاظ على ثقافته، وتعزيز التعليم والترابط المجتمعي.

وفي سياق النزاع القائم، ركزت الجمعية على رصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها المدنيون، والتي تقترفها القوات المسلحة المالية (FAMa)، بدعم من ميليشيا فاغنر الروسية المعروفة حالياً باسم « الفيلق الإفريقي »، بالإضافة إلى الجماعات المسلحة كتنظيم الدولة الإسلامية في الساحل (EI-S) وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين (JNIM).

تستهدف هذه الانتهاكات بالدرجة الأولى مجتمعات الطوارق والعرب والفولان بأزواد ووسط مالي ( ماسينا ) ، وتشمل الإعدامات الميدانية، قصف المناطق المدنية، الاختفاء القسري، النهب، تدمير البنية التحتية الأساسية، والاستيلاء على الممتلكات.
يتعرض المدنيون العزل لهجمات منتظمة بالطائرات المسيّرة والمدفعية وسلاح الجو المالي، حيث تسقط النساء والأطفال وكبار السن ضمن الضحايا، وغالباً ما يُزعم لاحقاً أنهم « إرهابيون تم تحييدهم » لخدمة رواية الدعاية العسكرية.

وفي هذه الحملة المروّعة، لم يسلم حتّى القطيع. فقد وردت تقارير عن عمليات ذبح جماعي للقطعان وسرقات منظّمة، خاصة في مناطق كيدال، تساليت، أجلهوك وأنفيف. أحياناً يُقتل الحيوان في مكانه، وأحياناً يُنقل إلى مراكز حضرية ليباع أو يُذبح.

وباختصار، تسعى جمعية كال أكال، من خلال شبكتها من المراسلين المحليين، إلى جمع وتوثيق كل الادعاءات المتعلقة بالانتهاكات المرتكبة ضد السكان المدنيين وممتلكاتهم بدقة. وتسمح الشهادات والصور وروايات الأقارب أو الناجين بتحديد الجناة والأماكن والظروف، وتقدير حجم الأضرار.

وفي نهاية كل شهر، تجمع وتتحقق الجمعية من كافة المعلومات لتصدر تقريراً شهرياً يرصد الأوضاع الإنسانية، بهدف إحاطة الرأي العام الوطني والدولي بحقيقة المعاناة التي يكابدها المدنيون في أزواد.

وخلال شهر سبتمبر 2025، وثقت الجمعية الانتهاكات التالية:

أولاً: الإعدامات الميدانية والاغتيالات المستهدفة (14 حالة مؤكدة)

في 8 سبتمبر: تم إعدام ميداني لطوارقيين، من بينهم أوسا أغ عليو، في سيفاري.

في 12 سبتمبر: قتل 3 مدنيين بقصف طائرة مسيرة مالية في إنتبظاظ (كيدال)

في 18 سبتمبر: قتلت امرأتين وثلاثة أطفال في غارة بطائرة مسيرة في جنششي (كيدال)

حالات أخرى لضحايا مدنيين في تساليت وأجورا.في 8 سبتمبر: تم إعدام ميداني لطوارقيين، من بينهم أوسا أغ عليو، في سيفاري

ثانياً: الاختطاف، الاختفاء القسري والتعذيب (6 حالات مؤكدة)

في 17 سبتمبر: تم اختطاف بوكا أغ محمد إبراهيم وإمام قرية سينيكاي في دوفانا.

أعمال عنف واعتقالات تعسفية في هكيا (تمبكتو) وأجورا.

ثالثاً: النهب وتدمير الممتلكات المدنية (5 حالات مؤكدة)

في 17 سبتمبر: تم نهب وتدمير موقع التنقيب عن الذهب في هكيا (تمبكتو)؛ شمل ذلك تدمير معدات، وسرقة حيوانات، وتجريد المدنيين من ممتلكاتهم.

في 24 سبتمبر: تم تدمير ومصادرة ممتلكات مدنية في أجورا (تمبكتو): مصادرة سيارتين، تخريب سيارة ثالثة، إحراق دراجة نارية، والاستيلاء على دراجة نارية ثلاثية العجلات.

حالات أخرى من السرقات المسجلة بحق المدنيين.

رابعاً: التداعيات الإنسانية (عشرات الحالات)

قصف منطقة تساليت أسفر عن إصابات وقتلى من النساء والأطفال وكبار السن، ونزوح عائلات.

في أجورا، فقد عدد من المدنيين بعد فرارهم عبر النهر وغرق بعضهم.

نزوح قسري، فقدان الممتلكات، ومعاناة من الصدمات النفسية في جميع المناطق المتضررة (تساليت، كيدال، غاو، تمبكتو، ميناكا).

خامساً: الاغتصاب والعنف الجنسي (لم يتم توثيق حالات مؤكدة)

لم تسجل الجمعية أيه حالات مثبتة هذا الشهر، رغم وجود شبهات حول وقوع بعض الاعتداءات.

سادساً: الأضرار البيئية (3 حالات مؤكدة)

تسببت عمليات القصف الجوي بإضرام النيران في مناطق مأهولة بتسليت وأجورا، مع دمار الغطاء النباتي وتلوث مصادر المياه.

خلف تدمير موقع التنقيب عن الذهب في هكيا (تمبكتو) أراضٍ ملوثة وغير صالحة للاستخدام، مما فاقم الهشاشة البيئية.

عثر على بقايا ذخائر غير منفجرة في محيط جنششي (كيدال)، مما يشكل تهديداً دائماً للسكان والمواشي.

الخلاصة
يؤكد الوضع خلال شهر سبتمبر 2025 أن المدنيين في أزواد ما زالوا الضحايا الأساسيين لحرب بلا ضوابط ولا قيود. الإعدامات الميدانية، هجمات الطائرات المسيَّرة، قصف القرى، عمليات الخطف، النهب والتدمير الواسع غدت سمة يومية لحياتهم. النساء، الأطفال، كبار السن وحتى المواشي باتوا أهدافاً لحملة ممنهجة من الترويع.

وتدين جمعية « كال أكال » بأشد العبارات هذه الجرائم المرتكبة من قبل القوات المسلحة المالية، وحلفائهم في « فيلق إفريقيا »، والجماعات المسلحة الجهادية.
كما تحذر من خطورة الصمت الدولي تجاه هذه الفظائع، إذ يسهم غياب ردّ فوري وحازم في ترسيخ ثقافة الإفلات من العقاب وتشجيع تكرار الجرائم.

وتناشد الجمعية المجتمع الدولي بما يلي:

فتح تحقيقات دولية مستقلة ونزيهة فوراً،

إنشاء آليات فعالة لحماية المدنيين،

إصدار إدانات علنية وقاطعة بحق الجناة،

واتخاذ تدابير وعقوبات واضحة ضد جميع الأطراف المسؤولة.

وتشدد الجمعية على أولوية احترام وتطبيق قواعد القانون الدولي الإنساني، وترفض اعتبار الصمت واللامبالاة خيارًا مقبولاً.

وستواصل جمعية « كال أكال » دورها في التوثيق والإنذار ودعم الضحايا إلى أن يتحقق العدل وتصان كرامة شعب أزواد.

بعض صور الجرائم المرتكبة:

غارة بطائرة مسيّرة مالية في إنتابظاظ يوم 12 سبتمبر: مقتل 3 مدنيين بينهم سائق، وإصابة 2 نُقلوا إلى مستوصف القرية.



في 18 سبتمبر 2025 في جانششي (كيدال)، استهدفت ضربتان بطائرة مسيّرة مخيماً للبدو: أُصيب رجل بجروح خطيرة ودُمّرت سيارته، ثم قُتلت امرأتان و3 أطفال تحت خيمة.



Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *